بالأمس أحسست بلحظة عجز ..!!
أجل عجز معنويّ ،، نفسيّ ..
فما بين غمضة عين وإلتفاتتها اجتاحتني الهموم وداهمتني الأحزان
حتّى خِلتُني فقدتُ عزيزاً ..؟؟!
قرّرت البُعد عن كُلّ مايُشغِل حواسِّي ..
فقدت شعرت بأنها في حاجة للتركيز أكثر مِنْ أيّ وقتٍ مضى .
.
أغلقت جهاز الحاسِبُ خاصّتي ،، ووالذي نفسي بيده إن قرار بُعدي عنكم وإن كان للحظات
فهو أشبه
أردتُ أن أنام ، ولا نوم
أشغلت نفسي بعض أمور المنزل
أمسكت هاتفي النقّال شكوت إلى من يحتلُّ مكانة من قلبي ضيقةٌ تُرهِقُني وعبرة تخنقني ،،
ولا راحـة ،،
أغمضتُ جفناي علّ النّوم الذي أحسبني أحد أعدائه
يجعلني صديقته الودودة هذه الليلة فحسب
لكن هيهات ..
أغمضتُ عيناي بهدوء لأستعيد ذكرياتٍ مضت على أمل أن يغتال النوم صحوتي ،،
شعرت بالراحة قليلاً ثم ارتحلت لما قبل عام
لا أعلمُ لِم هذا التوقيت بالضبط لكِنها صور مرت أمام ناظرى
فابتسمت وتذكّرت كلمات له ، تذكرت عندما أوقفه شمساوى وردوده التى اضحكتنا
وتذكرت أول تعليق كتب ببروفايلي وكان (يغتت) بيه علي أسمى
وبكيت دونما شعور ....
(قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ
إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) ).
وللفقد معنى آخرُ يا أدم
للّهِ درُّكِ ما أعظم صبرُك
ِ
اللهم اجعل الجنّة مثواه
وكان لي هُنا وقفة مُصارحة ومُحاسبة لنفسي ، لأُهذِّبُها وأسدِّدُها ما أستطعت
تأملت حاله
ماذا لو كُنت مكانه
يالهف نفسي ماذا أعددت ؟؟!
ماذا قدّمت ؟؟!
زجرتُني :
ابحثي في أرشيف أيامُكِ علّكِ تستطيعين الإجابة عن السوال ؟؟!
وهنا كانت لحظة العجز ..
عاودت التأمّل في حالِهما ،،
وتساءلت ،،كيفَ قُبِضت رواحَهُ ؟؟! أنطق الشهادة أم لم يُسعفه ملك الموت ؟؟!
كيف لي بحالِه وقد فارقت الروح منهم الجسد
أجساد مُمدّة ، أبصار شاخِصة
كان معنا ورحل
فهذه مآثِرهُ لازالت تحكي ملامحهُ
أصبح شيئاً من الماضي
تبادر حينها إلى ذهني سؤال قد لا أجدُ له إجابة ،،
كيف حالُه وقت طلوع الروح ؟؟
هل شعر بما حوله من بكاءٍ وعويل ؟؟
هل شعر بمن غسِّله ؟؟
هل شعر يمن كفّنه ؟؟
ومن على لأكتاف حملهُ
هل شعر بفرقة الأهل والأحباب ؟؟!
والسؤال الذي خارت عندهُ قواي ،،
كيف حاله في قبرِه،،
أهي روضة من رياض الجنّة أم حُفرة من حُفر النّار ؟؟
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ
وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُور(.
" وللفقد معنى آخرُ يا صغيرتي "
صورة طالما احتفظتُ بها ، فقد أخذت من النفس مأخذاً عظيما ،،
آهٍ ياصغريتي ،،
ياتُري من الذي في القبر ؟
أهو والِدُكِ ؟ أم والِدَتُكِ ؟؟
كلاهُما فقد ، وفقدَهُما غصّة
أيا نفسُ ويحَكِ ،،
طفلة جعلت من القبر مُتنفّس حنين وأشواق
لأنها تعلمُ أن أهل القبور كانوا في يومٍ من الأيام معنا وبيننا ثمّ رحلوا ..
فقدكِ صغيرتي موجِع ، مؤلِم
فانطوائكِ على نفسكِ ودموعكِ ماهي إلا يقين بعدم العودة ؟؟!
أفلا نتعلّم من هذه الصغيرة معنى الفقد ؟؟!
الفقد ، هو الرحيل الأبدي دونما عودة *
فما هو بربِّكُم زادُنا ؟؟!
السفر بعيـد ، بعيـد كثيراً ..
إلهي لست للفردوس أهلا ولا أقوى على نار الجحيم
فهب لي توبة واغفر ذنوبي فإنك غافر الذنب العظيم